شروط العمل الصالح
الحمد لله الذى وهبنا نعمه العقل لنتدبرماحولنا ونعى كل مايقربنا الى الجنه ومايباعد بيننا وبين النار والصلاه والسلام على حبيبنا وشفيعنا وخير من انجبت البشريه سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم
لو تاملنا قوله تعالى)فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }
من هذه الايه الكريمه يتبين لنا ان الله سبحانه وتعالى شرط العمل الذى نقوم به بان يكون صالحا.ولكن كيف يكون عملنا عملا صالحا؟اتفق جمهور العلماء على شرطين اساسيين لجعل اى عمل عملا صالحا
1. الاخلاص
2. ان يكون موافق للسنه
اولا الاخلاص:
معنى الاخلاص اى التقرب الى الله عن جميع الشوائب وافراد الله بالقصد فى الطاعات ونسيان رؤيه الخلق بدوام النظر الى الخالق.هذا تعريف العلماء للاخلاص بمعنى ان يكون اى عمل نقوم به خالصا لوجه الله تعالى عن سواه قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }البينة5
والاخلاص ليس بالامر السهل كما يتوقع الكثيرون لان النفس البشريه خلقت تحب الظهور والمدح والرياسه وتميل الى الكسل والبطاله وزين لها حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطره من الذهب والفضه والخيل المسومه والانعام والحرث ومن هنا يعتبر اخلاص النيه لله تعالى فى العمل امر شديد على النفس البشريه الا انه يمكن تحقيقه بامرين:ماهما؟
1_ان يقطع الانسان محبه الشهوات من قلبه
2_ويملا قلبه بحب الرب
فاذا ملا حب الله النفس البشريه اصبح كل عمل يقوم به حتى ولو كان دنيويا مثل الطعام والشراب وقضاء الحاجه اصبح خالصا لوجه الله
ومن هنا جاءت اهميه النيه,فالعمل من غير نيه عناء والنيه بغير اخلاص رياء والاخلاص من غير صدق هباء بمعنى:اذا فعلنا اى فعل دون اخلاص النيه لله وحده اصبح عملنا هباء منثورا قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً }الفرقان23
وقال يحى بن كثير:تعلموا النيه فانها ابلغ من العمل
والنيه ايضا قال فيها السلف:رب عمل صغير تعظمه النيه ورب عمل كبير تصغره النيه..
والنيه بالطبع لا يشترط فيها القول باللسان لان ذلك ربما يتعذر كأن يقول الشخص نويت افعل كذا وكذا طبعا لا ان محلها القلب كما قال سيد الخلق_صلى الله عليه وسلم_(انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرىء مانوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امراه ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه))..
متفق عليه.
واى طاعه يقوم بها العبد تحتمل نوايا كثره فمثلا اذا ذهب المسلم الى المسجد لاداء الصلاه يمكنه ان يتحذ لذلك نوايا عديده كان يكون زائرا لبيت الله مؤديا لفرض من فروضه امرا بالمعروف وناهيا عن منكر يراه من احد المصلين مثلا تاركا للذنوب حياء من الله....وهكذا
والنيه قد تحول المباح الى معصيه فمثلا اذا تطيب الرجل وهذا مباح فى ديننا وكانت نيته التزين والاقتداء برسولنا الكريم كانت نيه مباحه ومقبوله بأذن الله اما اذا فعل هذا بنيه التودد الى النساء الاجنبيات والتفاخر اصبح عمله معصيه اذن لو استحضر العبد النيه الصالحه فى مباحاته اصبحت قربات لله تعالى واذا لم يستحضرها اصبح المباح معصيه
_ثانياً::متابعه السنه:
هذا هو الشرط الثانى لقبول اى عمل وجعله عملا صالحا.ومعنى متابعه السنه اى ان اى عمل لابد وان يكون مطابقا لما جاء به سيدنا محمد _صلى الله عليه وسلم_قال تعالى: ((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا))
وقالت عائشه_رضى الله عنها_ عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_(من احدث فى امرنا هذا ماليس فيه فهو رد))رواه البخاري ومسلم.
اذن لابد لاى عمل من اعمالنا ان يوافق سنه محمد عليه الصلاه والسلام والا فسوف نكون كمن وصفهم الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم حين قال : {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً }الكهف104
اذن لابد وان نتبع سنه سيدنا محمد فى كل اعمالنا ولا نستحدث عليها شيئا حتى لاناتى ببدعه
والبدعه هى:القيام بعمل لم يكن فى عهد الرسول الكريم عليه السلام قال صلى الله عليه وسلم(من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنه الخلفاء المهديين الراشدين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله فى النار ))[رواه أبو داود:4607، والترمذي:2676، وقال: حديث حسن صحيح].
لكن ليس كل ماستحدث بدعة مذمومه فقد اجاز العلماء ذلك ان كان له اصل فى السنه و التى ليس لها اصل فى السنه فهى الضلاله التى حدثنا عنها رسول الله .فلنعود مره اخرى لسنه نبينا الحبيب حيث جعل الله تعالى اتباع سنه نبيه دليل على محبته تعالى حيث قال {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31
ومن اجمل الاقوال التى قيلت عن السنه والمتمسكين بها قول سفيان الثورى:استوصوا باهل السنه خير فانهم غرباء.
وقول ابن شوذب :ان من نعمه الله على الشاب اذا نسك ان يؤاخى صاحب سنه يحمله عليها..
وقد دخل المعتمر بن سليمان على ابيه حزينا لفقد صديق له قد مات فقال له والده:مات على السنه؟قال:نعم قال:اذن تحزن عليه
نخرج من هذا كله بان الانسان المسلم ينبغى له اذا فعل اى فعل فى حياته ان يسال نفسه سؤالين::
الاول:لم افعل هذا ؟
والثانى :كيف افعل هذا؟
اذا كانت اجابه الاول من اجل الله وحده لاشريك له فقد حقق الشرط الاول وهو الاخلاص
واذا كانت اجابه الثانى افعله كماجاء فى سنه نبينا _صلى الله عليه وسلم_فقد تمسك بالسنه التى هى سفينه نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك وهنا يكون الشرطان الاساسيان لتقبل العمل قد تحققا وسوف يقبل عمله بأذن الله تعالى
عسى الله ان يوفقنا فى جميع اعمالنا وتكون خالصه لوجهه تعالى موافقه لسنه نبيه ورسوله محمد عليه السلام
منقول من منتديات الشيخ محمد العريفي.
الحمد لله الذى وهبنا نعمه العقل لنتدبرماحولنا ونعى كل مايقربنا الى الجنه ومايباعد بيننا وبين النار والصلاه والسلام على حبيبنا وشفيعنا وخير من انجبت البشريه سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم
لو تاملنا قوله تعالى)فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }
من هذه الايه الكريمه يتبين لنا ان الله سبحانه وتعالى شرط العمل الذى نقوم به بان يكون صالحا.ولكن كيف يكون عملنا عملا صالحا؟اتفق جمهور العلماء على شرطين اساسيين لجعل اى عمل عملا صالحا
1. الاخلاص
2. ان يكون موافق للسنه
اولا الاخلاص:
معنى الاخلاص اى التقرب الى الله عن جميع الشوائب وافراد الله بالقصد فى الطاعات ونسيان رؤيه الخلق بدوام النظر الى الخالق.هذا تعريف العلماء للاخلاص بمعنى ان يكون اى عمل نقوم به خالصا لوجه الله تعالى عن سواه قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }البينة5
والاخلاص ليس بالامر السهل كما يتوقع الكثيرون لان النفس البشريه خلقت تحب الظهور والمدح والرياسه وتميل الى الكسل والبطاله وزين لها حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطره من الذهب والفضه والخيل المسومه والانعام والحرث ومن هنا يعتبر اخلاص النيه لله تعالى فى العمل امر شديد على النفس البشريه الا انه يمكن تحقيقه بامرين:ماهما؟
1_ان يقطع الانسان محبه الشهوات من قلبه
2_ويملا قلبه بحب الرب
فاذا ملا حب الله النفس البشريه اصبح كل عمل يقوم به حتى ولو كان دنيويا مثل الطعام والشراب وقضاء الحاجه اصبح خالصا لوجه الله
ومن هنا جاءت اهميه النيه,فالعمل من غير نيه عناء والنيه بغير اخلاص رياء والاخلاص من غير صدق هباء بمعنى:اذا فعلنا اى فعل دون اخلاص النيه لله وحده اصبح عملنا هباء منثورا قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً }الفرقان23
وقال يحى بن كثير:تعلموا النيه فانها ابلغ من العمل
والنيه ايضا قال فيها السلف:رب عمل صغير تعظمه النيه ورب عمل كبير تصغره النيه..
والنيه بالطبع لا يشترط فيها القول باللسان لان ذلك ربما يتعذر كأن يقول الشخص نويت افعل كذا وكذا طبعا لا ان محلها القلب كما قال سيد الخلق_صلى الله عليه وسلم_(انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرىء مانوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امراه ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه))..
متفق عليه.
واى طاعه يقوم بها العبد تحتمل نوايا كثره فمثلا اذا ذهب المسلم الى المسجد لاداء الصلاه يمكنه ان يتحذ لذلك نوايا عديده كان يكون زائرا لبيت الله مؤديا لفرض من فروضه امرا بالمعروف وناهيا عن منكر يراه من احد المصلين مثلا تاركا للذنوب حياء من الله....وهكذا
والنيه قد تحول المباح الى معصيه فمثلا اذا تطيب الرجل وهذا مباح فى ديننا وكانت نيته التزين والاقتداء برسولنا الكريم كانت نيه مباحه ومقبوله بأذن الله اما اذا فعل هذا بنيه التودد الى النساء الاجنبيات والتفاخر اصبح عمله معصيه اذن لو استحضر العبد النيه الصالحه فى مباحاته اصبحت قربات لله تعالى واذا لم يستحضرها اصبح المباح معصيه
_ثانياً::متابعه السنه:
هذا هو الشرط الثانى لقبول اى عمل وجعله عملا صالحا.ومعنى متابعه السنه اى ان اى عمل لابد وان يكون مطابقا لما جاء به سيدنا محمد _صلى الله عليه وسلم_قال تعالى: ((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا))
وقالت عائشه_رضى الله عنها_ عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_(من احدث فى امرنا هذا ماليس فيه فهو رد))رواه البخاري ومسلم.
اذن لابد لاى عمل من اعمالنا ان يوافق سنه محمد عليه الصلاه والسلام والا فسوف نكون كمن وصفهم الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم حين قال : {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً }الكهف104
اذن لابد وان نتبع سنه سيدنا محمد فى كل اعمالنا ولا نستحدث عليها شيئا حتى لاناتى ببدعه
والبدعه هى:القيام بعمل لم يكن فى عهد الرسول الكريم عليه السلام قال صلى الله عليه وسلم(من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنه الخلفاء المهديين الراشدين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله فى النار ))[رواه أبو داود:4607، والترمذي:2676، وقال: حديث حسن صحيح].
لكن ليس كل ماستحدث بدعة مذمومه فقد اجاز العلماء ذلك ان كان له اصل فى السنه و التى ليس لها اصل فى السنه فهى الضلاله التى حدثنا عنها رسول الله .فلنعود مره اخرى لسنه نبينا الحبيب حيث جعل الله تعالى اتباع سنه نبيه دليل على محبته تعالى حيث قال {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31
ومن اجمل الاقوال التى قيلت عن السنه والمتمسكين بها قول سفيان الثورى:استوصوا باهل السنه خير فانهم غرباء.
وقول ابن شوذب :ان من نعمه الله على الشاب اذا نسك ان يؤاخى صاحب سنه يحمله عليها..
وقد دخل المعتمر بن سليمان على ابيه حزينا لفقد صديق له قد مات فقال له والده:مات على السنه؟قال:نعم قال:اذن تحزن عليه
نخرج من هذا كله بان الانسان المسلم ينبغى له اذا فعل اى فعل فى حياته ان يسال نفسه سؤالين::
الاول:لم افعل هذا ؟
والثانى :كيف افعل هذا؟
اذا كانت اجابه الاول من اجل الله وحده لاشريك له فقد حقق الشرط الاول وهو الاخلاص
واذا كانت اجابه الثانى افعله كماجاء فى سنه نبينا _صلى الله عليه وسلم_فقد تمسك بالسنه التى هى سفينه نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك وهنا يكون الشرطان الاساسيان لتقبل العمل قد تحققا وسوف يقبل عمله بأذن الله تعالى
عسى الله ان يوفقنا فى جميع اعمالنا وتكون خالصه لوجهه تعالى موافقه لسنه نبيه ورسوله محمد عليه السلام
منقول من منتديات الشيخ محمد العريفي.