يرى علماء التربية وعلم النفس، أن الثواب المعنوي أفضل بكثير من
الثواب المادي بالنسبة للأطفال حيث إن الثواب المعنوي يكوّن وجدان الطفل
وضميره ويهذب مشاعره ويقوي ثقته بنفسه ويشعره انه قادر على الإتقان
والنجاح.
أما الثواب المادي فغالبا ما يؤدي إلى النفعية وتكوين
شخصية انتهازية مادية حريصة على الهدايا والمنفعة المشتركة ويعتبر النجاح
وسيلة من وسائل الإكثار منهما وهكذا يخرج الثواب من وظيفته الأساسية ويصبح
غاية في ذاته بعد أن كان في الأصل مجرد وسيلة للمكافأة والتهذيب.
وعلينا أن نتكلم على القاعدة السلوكية الصحيحة:
أن لا ثواب على عمل طبيعي يومي، فإذا قام الطفل بتناول طعامه أو نام في
الوقت المناسب أو درس دروسه، فإنه لا يستحق ثوابا على ذلك، أما إذا قام
بواجب من الواجبات الاجتماعية بكامل حريته حينها يتطلب منا أن نقدم له
الثناء والثواب على سلوكه..
أما العقاب:
يقصد به تقويم سلوكه وشخصيته أي حينما يقوم الطفل بسلوك منحرف أو سلوك
مضاد لنظام الأسرة والمجتمع فيكون هذا العقاب بمنزلة ردع له ورده عن هذا
السلوك مهما كانت طبيعته.
وقد أجرى الباحثون التربويون بحوثا كثيرة ، تناولت أهمية الثواب والعقاب والنتائج التي توصلوا إليها هي:
- الثواب أقوى وأبقى أثرا من العقاب في عملية التعلم، وان المدح أقوى أثرا من الذم بوجه عام.
- أن الجمع بين الثواب والعقاب أفضل في كثير من الأحوال، في اصطناع كل
منهما على حدة فيستخدم العقاب لكف السلوك المعوج حتى يستقيم فيثاب عليه
الطفل.
- أن يكون العقاب والثواب بعد السلوك مباشرة لأنه في حال تأخر
العقاب للغد أو بعد يومين نعلم الطفل بهذه الحال معنى الانتقام، وفي حال
تأخر عملية الثواب تفقد جدواها وأهميتها وأثرها على النفس والسلوك عامة.
- أن يكون العقاب متناسبا مع حجم الخطأ ونوعه ولا ينسى الأهل أنفسهم أثناء العقاب .
- أن أثر الثواب إيجابي في حين أن أثر العقاب سلبي ويبلغ أقصاه حين يعاقب السلوك مباشرة.
- كما اتضح في بحث تجريبي أن الأطفال السويين يضاعفون جهودهم بعد اللوم والعقاب.
في حين أن الأطفال الانطوائيين يضطرب إنتاجهم وسلوكياتهم بعد اللوم .كما أن النقد وإعطاء الملاحظات والتوجيهات تجدي مع الموهوبين.
أما
الثناء فيجدي مع بطء التعلم.. وهكذا موضوع الثواب والعقاب حين يتم وفق
سياسة تربوية مدروسة بدقة وضمن ظروف ومواقف اجتماعية ونفسية صحيحة يؤدي
بلا شك إلى نتائج مجدية وصحيحة.